البناء الاستيطاني الإسرائيلي في ظل الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي للمنطقة

البناء الاستيطاني الإسرائيلي في ظل الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي للمنطقة

 

في ظل تواجد فريقا من الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة للترتيب لزيارة محتملة للرئيس الأمريكي جو بايدن، قام المجلس الأعلى للتخطيط والبناء الإسرائيلي بالمصادقة على مخططات بناء استيطانية في عددا من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. وبحسب المصادر الإسرائيلية، يبلغ عدد الوحدات الاستيطانية 4445, منها 1654 وحدة استيطانية من المتوقع ان يتم المضي قدما في تنفيذها فيما تنتظر 2791 وحدة استيطانية موافقة وزير الاحتلال الإسرائيلي بيني جانتس.

وكانت صحيفة تايمز أوف إسرائيل العبرية قد كشفت في الثاني من شهر أيار من العام 2022 عن مصدر مطلع بان الولايات المتحدة وإسرائيل ناقشتا في قمة النقب, التي تم عقدها في الثامن والعشرين من شهر اذار الماضي, عقد منتدى/قمة إقليمية لزعماء المنطقة اثناء الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة والتي من المقرر أن تكون أواخر شهر حزيران من العام 2022 (وهي أول زيارة يقوم بها الرئيس بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط منذ توليه منصبه في شهر كانون الثاني 2021) وسوف تستغرق ما بين 24-36 ساعة. كما وسيتضمن برنامج الزيارة أيضا لقاءا بالرئيس محمود عباس في الضفة الغربية المحتلة.

وسف يضم المنتدى/القمة الإقليمية المرتقبة كلا من الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي, نفتالي بينيت, وزعيم عربي واحد على الأقل بحسب ما زعمت الصحيفة, وتأتي استمرارا “لقمة النقب” وإرسال رسالة إلى العالم حول أهمية “اتفاقيات إبراهيم وضرورة تعزيزها”.

وجاء الإعلان عن المخططات الاستيطانية الإسرائيلية الجديدة في ظل تردي الوضع السياسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في الفترة الأخيرة, خلال شهر رمضان المبارك, والاعتداءات المتكررة التي نفذها وما زال ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون الإسرائيليين على المسجد الأقصى المبارك والمصحوبة بالجولات الاستفزازية وعلى مرأى وحماية جيش الاحتلال الذي لا يحرك ساكنا في أن يمنع مثل هذه الهجمات, بل يوفر الحماية للمستوطنين بالدخول الى المسجد المبارك واستفزاز المواطنين الفلسطينيين, بل وزيادة على ذلك, يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بتشديد الخناق على المصلين الفلسطينيين القادمين من جميع انحاء الضفة الغربية المحتلة للصلاة في المسجد الأقصى المبارك ومنع العديد من أبناء المدينة المقدسة من الصلاة تحت ذرائع امنية الامر الذي أدى الى تأجيج الوضع في المنطقة.

وفي ظل الخطر الذي يتهدد حكومة بينيت اليمينية وإمكانية انهيارها إذا فشلت في ايفاء وعودها والتزاماتها تجاه الأحزاب اليمينية في الحكومة وخاصة فيما يتعلق بموضوع البناء في المستوطنات الإسرائيلية, كان الإعلان الاخير (اعلان مخططات البناء في المستوطنات) كمنقذ “الى حد ما” لها من الانهيار خاصة وانها  فقدت غالبيتها في الكنيست الإسرائيلي عقب انسحاب العضو السابق في الكنيسيت الإسرائيلي، عيديت سيلمان، من الحكومة في شهر نيسان الماضي, الامر الذي ادلى الى تساوي عدد مقاعد الحكومة اليمينية الحالية مع المعارضة في الكنيست والذي يضم 120 عضوا.

كما انه في الوقت الذي يحضر فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن لزيارة المنطقة، تقوم دولة الاحتلال الإسرائيلي بالضرب على الوتر الحساس ونشر مزيد من المخططات الاستيطانية والتي من شأنها أن تزيد من التوتر في المنطقة. في وقت لاحق من الإعلان عن مخططات البناء, ادانت الإدارة الامريكية الاعلان الا أن السياسة الأمريكية تجاه البناء والتوسع في المستوطنات الإسرائيلية ما زال “غير كاف” بالنسبة للفلسطينيين لأنه لا يرقى لمستوى تجريم هذه المخططات الاستيطانية باعتباره انتهاكًا واضحا وصريحا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف الرابعة والاتفاقيات الموقعة بين الفلسطينيين و الإسرائيليين. وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ، جالينا بورتر، قد ادانت باسم الإدارة الامريكية اعلان إسرائيل لمخططات الاستيطان اثناء تصريح لها في السادس من شهر أيار من العام 2022 قائلة, ” سأقول فقط من هنا أننا كنا واضحين بشأن الحاجة إلى تجنب الخطوات الأحادية الجانب التي من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم التوترات وتجعل من الصعب الحفاظ على حل الدولتين قابل للحياة.” الا انها رفضت تحديد ما إذا كانت ستكون هناك تداعيات على دولة الاحتلال إذا ما مضت قدما في تنفيذ مخططاتها للتوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة[i].

تجدر الإشارة الى ان هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها دولة الاحتلال بالإعلان عن مخططات استيطانية قبيل/اثناء زيارة بايدن للمنطقة. ففي العاشر من شهر اذار من العام 2010 وبعد يوم واحد من وصول بايدن, حينئذ نائبا للرئيس الأمريكي باراك أوباما, الى دولة الاحتلال والأراضي الفلسطينية المحتلة في محاولة لاستئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، صادق وزير الداخلية الإسرائيلي حينئذ, إيلي يشاي, على خطة لبناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة رمات شلومو الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة على مساحة 580 دونما من الأراضي الفلسطينية المجاورة, الامر الذي اثار حفيظة الإدارة الامريكية آنذاك, وتحولت العلاقات بين الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل من “غير قابلة للكسر” بحسب بايدن ، إلى “محفوفة بالمخاطر”. ويبدو ان التاريخ يعيد نفسه خاصة مع اقتراب بايدن لزيارة المنطقة, ولكن الفرق هذه المرة, بانه يزور المنطقة كرئيسا للولايات المتحدة الامريكية.

وفيما يخص الاعلان الإسرائيلي الأخير, فقد تم استهداف 20 مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة بهدف البناء فيها، منها 7 مستوطنات تقع الى الشرق من جدار الفصل العنصري بواقع 1550 وحدة استيطانية، و 13 مستوطنة أخرى تقع غرب الجدار, داخل المنطقة التي تم عزلها بفعل الجدار في الضفة الغربية المحتلة (منطقة العزل الغربية – بين الخط الأخضر وخط الجدار) بواقع 3005 وحدة استيطانية. فيما يلي جدول بالمستوطنات الاسرائيلية المستهدفة.   

الجدول رقم 1: الوحدات الاستيطانية المنوي بناءها في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة
1452 وحدة استيطانية جاهزة للايداع
ألمحافظة الموقع من الجدار اسم المستوطنة عدد الوحدت الاستيطانية الرقم
بيت لحم شرق الجدار نيكوديم 32 1
القدس غرب الجدار معاليه أدوميم 16 2
سلفيت غرب الجدار الكانا 500 3
الخليل غرب الجدار نيجوهوت 158 4
رام الله شرق الجدار دوليف 90 5
رام الله غرب الجدار ميفو هورون 210 6
قلقيلية غرب الجدار كيدوميم 269 7
قلقيلية غرب الجدار عمانوئيل 170 8
قلقيلية غرب الجدار شعار تكفاه 192 9
1654 المجموع
2536 وحدة استيطانية تم الموافقة عليها
المحافظة الموقع من الجدار اسم المستوطنة عدد الوحدت الاستيطانية الرقم
رام الله شرق الجدار دوليف 364 10
رام الله شرق الجدار معاليه مخماس 114 11
رام الله شرق الجدار تلمون – نيريا 168 12
بيت لحم غرب الجدار بيتار عيليت 1061 13
بيت لحم غرب الجدار افرات 40 14
القدس غرب الجدار جفعات زئيف 136 15
نابلس شرق الجدار شيفوت راحيل 534 16
جنين غرب الجدار تل مناشيه 107 17
قلقيلية غرب الجدار تسوفيم 92 18
سلفيت غرب الجدار ريفافا 55 19
الخليل شرق الجدار كريات اربع 120 20
2791 المجموع
4445 المجموع الكلي

 

لا يبدو أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تكترث لأمر الفلسطينيين وعواقب البناء الاستيطاني عليهم وعلى مجرى حياتهم. كما أن رحيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبق لم يغير شيئا في مسار السياسة الإسرائيلية الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فحكومة بينيت يمينيه وكنيتها البارزة هي التطرف، وعلى رأس اهتماماتها البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعمل كل ما يلزم للحفاظ على مكانتها في ظل التحديات التي تواجهها في الوقت الحالي.

[i] Department Press Briefing – May 6, 2022
https://www.state.gov/briefings/department-press-briefing-may-6-2022/

 

اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس

(أريج)

Categories: Settlement Expansion