الاستيلاء على مئات الدونمات الزراعية لإنشاء بؤرة استعمارية جديدة على أراضي شرق أريحا

الاستيلاء على مئات الدونمات الزراعية لإنشاء بؤرة استعمارية جديدة على أراضي شرق أريحا
  • الانتهاك: جمعية استيطانية تستولي على 600 دونم.
  • الموقع: منطقة " دير ابو حجلة" و " الزور" شرق مدينة أريحا.
  • تاريخ الانتهاك: 18/02/2018م.
  • الجهة المعتدية: مجموعة من عصابات المستعمرين.
  • الجهة المتضررة: المزارع عاصم إبراهيم ضمرة والأراضي الوقفية في المنطقة.

 

  • تفاصيل الانتهاك:

     على السفوح الشرقية من المنطقة المعروفة بدير أبو حجلة والزور شرق مدينة أريحا،  يتابع المزارع عاصم إبراهيم ضمرة (71عاماً) حراثة أرضه  وزراعتها بالبطيخ والشمام بعين من الترقب والقلق بما يجري حوله على مسافة لا تتعدى 150متراً، حيث  تقوم  مجموعة متطرفة مسلحة من المستعمرين بأعمال شق طرق وتجريف للأراضي الزراعية هناك، وذلك ضمن الحوض الطبيعي رقم (6) من منطقة دير أبو حجلة والزور  والواقعة  تحديداً إلى الشرق من الطريق الالتفافي المعروف بطريق رقم (90)، وذلك منذ صباح الأحد الموافق 18 شباط 2018م.

      باحث مركز أبحاث الأراضي رافق المزارع المذكور هناك، ورصد قيام جرافة إسرائيلية من نوع ( كماتسو)  تابعة للمستعمرين  بشق طريق زراعي بطول كيلومتر ونصف هناك في نفس المنطقة ، بالتزامن مع البدء في وضع غرفتين متنقلتين  هناك تمهيداً لوضع اليد على 600 دونما بالكامل، من ضمنها 52 دونم أراض وقفية وما تبقى يصنفها الاحتلال تحت بند ما يسمى بأراضي دولة.

الصور 1-2: أثناء إنزال المستعمرين لغرفتين متنقلتين تمهيداً للسيطرة على الموقع / دير أبو حجلة

     وحول تفاصيل ما يجري في المنطقة أفاد المزارع ضمرة لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:

" منذ أكثر من 45 عاماً وأنا وعائلتي وأشقائي وعائلاتهم نقيم هنا، حيث قمنا باستئجار 32 دونماً من الأراضي التابعة للأوقاف  الإسلامية الفلسطينية من أصل 52 دونماً مملوكة للأوقاف الإسلامية ضمن الحوض الطبيعي رقم (6)، بالإضافة إلى أننا  نمتلك 100 دونماً من الأراضي الزراعية هناك، وقد قمنا منذ عقود باستغلال تلك المساحات من الأراضي الزراعية  عبر زراعة  110 دونم بالنخيل وما تبقى نزرعها بشكل سنوي بالخضار والبطيخ، علماً بأنه  تعتاش  على هذا المشروع 9 عائلات تتكون من (64 فرداً)، حيث أن الزراعة هي مصدر دخلنا الوحيد الذي نعتمد عليه  منذ سنوات طويلة".

الصور 3-4:  ارض المزارع ضمرة الزراعية والمهددة بالاستيلاء من قبل جمعيات استعمارية

 

    وأضاف المزارع ضمرة وقد بدا على وجهه علامات الإحباط والقلق وبصوت تعلوه نبرة الغضب:

" قبل نحو شهر تقريباً تفاجئنا بقدوم 7 مستعمرين مسلحين إلى المنطقة الشرقية من منطقة دير أبو حجلة والبدء في وضع علامات حمراء عشوائية، حيث على الفور قمنا بإبلاغ الجهات المختصة من مديرية الأوقاف في محافظة أريحا، وقد  علمتُ لاحقاً من خلال مديرية الأوقاف  ان هناك محاولات لجمعية استعمارية في الاستيلاء على المنطقة (600 دونم) من ضمنها الأراضي الوقفية بهدف ضمها لنفوذ الجمعية وزراعتها والإقامة بها، وتم إيقاف هذا المخطط بحسب وصف مديرية الأوقاف في أريحا.

     واستطرد ضمرة بالقول:" في صباح يوم الأحد 18 شباط 2018م، تفاجئنا بقيام الجمعية الاستعمارية باحضار جرافة جنزير من نوع ( كماتسو)  والبدء بشق طريق استعماري وتسوية مساحات من  الأراضي  هناك، وذلك  تحت حراسة مشدده من قبل جيش الاحتلال ، حينها – كما يقول ضمرة- قمتُ بالاتصال على دائرة الأوقاف في أريحا ومكتب الارتباط المدني الفلسطيني لاطلاعه بصورة ما يحدث في المنطقة، حيث حضر ممثلي عن الدائرتين إلى المنطقة، وتم استدعاء الارتباط الإسرائيلي وما يسمى حارس أملاك الدولة في ما تعرف بالإدارة المدنية الاسرائيلية، حيث ادعى الاحتلال ان معظم تلك الأراضي  الواقعة ضمن الحوض رقم (6) البالغ مساحتها 600 دونماً هي أراض دولة، كانت  تابعة بالأصل الى خزينة المملكة  الأردنية الهاشمية، ويحق للاحتلال  الآن التصرف بها كما يشاء، وبالتالي – من وجهة نظر الاحتلال –  يجوز  للجمعيات الاستيطانية الاستيلاء عليها وزراعتها، مما يعني  ذلك  تهويد كامل الأراضي  هناك حتى من ضمنها الأراضي الوقفية.

الصور 3-7:  جرافة تابعة للمستعمرين أثناء تجريفها للأراضي لشق طريق استعمارية في قرية دير أبو حجلة

الأراضي الوقفية في خطر:

    وحول مخططات الاحتلال التوسعية والاستيلاء على الأراضي الوقفية، أشار منذر أبو الفيلات مدير دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية في محافظة أريحا والأغوار لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:

" تبلغ مساحة الأراضي الوقفية الإسلامية في منطقة أريحا والأغوار حوالي 135,000 دونم، معظمه تم تأجيره إلى شركات فلسطينية خاصة بالإضافة إلى جمعيات وحتى مزارعين فلسطينيين بهدف زراعتها والاستفادة منها، وهناك من ضمن تلك الأراضي يوجد 40,000 دونم من الأراضي الوقفية لا يستطيع المزارعون الاستفادة منها بسبب سيطرة الاحتلال عليها بشكل مباشر وتتركز تلك الأراضي  في منطقة النبي موسى، ومنطقة المغطس والمناطق المحاذية للبحر الميت، حيث حوّل الاحتلال تلك الأراضي الى مناطق مغلقة عسكرياً يُمنع الاستفادة منها لأسباب عسكرية، في حين يبيح الاحتلال للمستعمرين حق الوصول إليها واستغلالها.

    وحول ما يجري في منطقة دير ابو حجلة والزور، عقب ابو الفيلات بالقول:" تبلغ مساحة الأراضي الوقفية هناك 5400 دونما تقع معظمها غرب الطريق الالتفافي رقم 90، وهناك 52 دونم منها شرق ذلك الطريق الالتفافي وهي المنطقة المستهدفة حالياً، حيث علمنا بان هناك جمعية استيطانية تتخذ من مستعمرة " أفريد يريحو" مقر لها تسعى الى الاستيلاء على الأراضي هناك بهدف زراعتها والسيطرة عليها لصالح تلك الجمعية، ونحن نتابع الأمر مع الجهات الرسمية المختصة ولن نسمح لهم بالاعتداء على الأراضي المملوكة للأوقاف هناك".

 

جدير بالذكر بأن الاحتلال الإسرائيلي أعلن في عن شرعنة 3 بؤر استعمارية في مناطق الأغوار في أواخر العام المنصرم على أراض تعرف بأنها مناطق عسكرية مغلقة أو أراضي دولة بحسب ما وصفها الاحتلال لهو اكبر دليل على ما يجري، حيث ينصب الأمر في نهاية المطاف  في تهويد منطقة الأغوار لصالح المخطط الاستيطاني القديم الحديث.

 

اعداد:

 مركز أبحاث الاراضي – القدس