استكمال بناء الجدار العنصري لصالح مستعمرةبيت ايل عائلة حامد محاصرة بالجدار  

استكمال بناء الجدار العنصري لصالح مستعمرةبيت ايل عائلة حامد محاصرة بالجدار  
  • لانتهاك: جدار عنصري يفصل الفلسطينيون عن أراضيهم لصالح مستعمرة "بيت ايل".
  • الموقع: أراضي مدينة البيرة ومخيم الجلزون.
  • تاريخ الانتهاك: الأول من شباط 2018م.
  • الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
  • الجهة المتضررة: أصحاب الأراضي.

مستعمرة " بيت ايل" التي لطالما  شكّلت  معلماً  بارزاً يعكس  تكريس الوجود الاحتلالي في الضفة الغربية، ويعكس تاريخاً يتضمن مراحل عدة من التمييز العنصري والاضطهاد بحق المواطن الفلسطيني الأعزل، وبحق الأرض الفلسطينية التي باتت تُنهب يوماً بعد يوم بوتيرة متزايدة وعالية.

    عائلة حامد الفلسطينية رمزاً لأبشع " الابرتهايد " العنصري:

على مسافة لا تتعدى 60مترا عن السياج المعدني  المحيط بمستعمرة "بيت ايل" من الجهة الغربية المطلة على مخيم الجلزون،  تقطن هناك  3 عائلات فلسطينية من آل حامد في منزل واحد متواضع بدت عليه علامات التصدع ونقص في أعمال الصيانة،  حيث   باتت تلك الأسر  الآن في سجن كبير محاصر بين السياج المحيط بالمستعمرة  شرقاً وشمالاً ومن  الجهة الجنوبية والغربية هناك  الجدار الفاصل الذي انتهى الاحتلال من إنشاءه قبل فترة قصيرة، ليجدوا أنفسهم أنهم معزولون عن المحيط الفلسطيني وقريبون من محيط مستعمرة "بيت ايل" التي نهبت الأراضي الفلسطينية، و قد تحولت  حياة أطفالهم إلى كابوس  بات يطاردهم ويعكر صف حياتهم.

يذكر ان باحث مركز أبحاث الأراضي زار العائلات الثلاثة، والتقى بأحد أرباب الأسر هناك وهو حكم جمعة حامد (51 عاماً)، حيث حاوره باحث مركز أبحاث الأراضي والذي أفاد بالقول:"  نقيم هنا في المنطقة المعروفة باسم " ضاحية التربية والتعليم" وذلك منذ عام 1977م، حيث قمنا بشراء قطعة من الأرض والتي تصنف على أنها أراض طابو إسرائيلي، وقمنا ببناء منزل العائلة عليه بمساحة 210م2، حيث حصلنا حينها على ترخيص من قبل الاحتلال بصفته  المسؤول عن إدارة الشؤون المدنية  للسكان الفلسطينيين في ذلك الوقت، ورغم ذلك  حاول جيش الاحتلال مرات عديدة  ثنينا عن  البناء، في إشارة الى وجود مخطط لإنشاء مستعمرة سكنية قريبة في ذلك الوقت،  الا أننا حصلنا على قرار من ما تعرف محكمة "بيت ايل" الاحتلالية في ذلك الوقت يجيز لنا الاستمرار في بناء المنزل، ولم تكن مستعمرة "بيت ايل" حينها  سوى معسكر للجيش، ثم تحولت بعد عامين ونصف  إلى مستعمرة سكنية في عام 1979م.

يضيف حامد:

  واليوم  أقيم في المنزل مع عائلتي واثنين من أشقائي هم حسام جمعة حامد تتكون أسرته من 8 أفراد من بينهم 3 أطفال، وحازم جمعة حامد تتكون أسرته من 6 أفراد من بينهم 4 أطفال، وأسرتي تتكون من 8 أفراد من بينهم 4 أطفال، أي 22 فرداً في بيت واحد، ونعاني من حصار محكم من الجدار العنصري ووجود مستعمرة في محيطنا.

الصور 1-2: المسكن الذي يقيم فيه 3 أشقاء مع عائلاتهم من عائلة حامد والمحاصر بالجار العنصري / البيرة

 

 وحول الظروف المعيشية  اليومية التي تعيشها  العائلات الثلاثة على مدار السنوات التي خلت في ظل إنشاء مستعمرة بالقرب من منزلهم، حيث قال حكم حامد:

" بما لاشك فيه، ان تلك المستعمرة بالنسبة لنا كابوس كبير، حيث على ارض الواقع وبعد ساعات غروب الشمس، لا نستطيع الخروج من المنزل، خشية اعتداء المستعمرين علينا، ونحن نعيش حالة من الترقب بشكل دائم  ويلازمنا  الحذر الشديد على مدار الساعة،  حيث هذا بالطبع ألقى بظلاله على حياة أطفالنا الذين باتوا لا ينعمون بحياة آمنة كما هو يفترض ان يكون كباقي اطفال العالم، حيث نسمع عن ما تسمى عصابة "تدفيع الثمن" وما تقوم به من اعمال عربدة في الريف الفلسطيني، ونحن فعلياً نخشى أن تطالنا اعتداءاتهم  بحكم موقع منزلنا القريب من المستعمرة، وغير مرغوب بالنسبة للمستعمرين هناك. 

وحول طبيعة المنزل الذي تقطنه العائلة أشار حامد بالقول:

" منزلنا هو عبارة عن بيت بسيط قديم لا تتعدى مساحته 210م2 يقطن فيه ثلاث  عائلات، نحن محرومون من بناء أي إضافة جديدة للمنزل، ونعيش في غرف صغيرة فيه ورغم ضيق الحال إلا أننا عازمون على البقاء وتقاسم الآلام  بيننا، حيث أريد ان أشير هنا، الى ان ما يسمى بضابط البناء في ما تعرف  بالإدارة المدنية قام بتهديدنا مراراً وتكراراً بأنه سوف يهدم المنزل في حال بناء أي إضافة جديدة  أو  حتى ترميم المنزل نفسه، ورغم ذلك نحن باقون هنا، وقد  استذكر السيد حكم حامد منزل المرحوم احمد حسونة الذي يقع في منطقة قريبة من منزلهم، حيث وبعد وفاة أصحاب المنزل قام المستعمرون على الفور بالاستيلاء عليه."

    وأضاف حكم حامد بالقول:" الآن وبعد إنشاء الجدار الباطوني الجديد الذي استكمل حديثاً، بجانب الطريق الرئيسي البيرة – الجلزون، أصبح منزلنا معزولاً تماماً عن المحيط الفلسطيني، لا نستطيع الدخول أو حتى الخروج إلا من خلال  فتحة في الجدار أقامها الاحتلال الإسرائيلي، بل ونصب الاحتلال كاميرات للمراقبة في محيط المنزل، لمراقبة حركة الدخول والخروج، ناهيك عن وجود برج مراقبة عسكري في المكان، فقط اصبح حالنا أشبه بقاطنين داخل سجن كبير مراقب ومحصن بكاميرات مراقبة عسكرية، دون الاكتراث لخصوصيتنا بشكل يكرس التميز العنصري في القرن الحادي والعشرين.

الصور 3-4: المدخل الوحيد الذي أنشأه الاحتلال لعائلة حامد والذي من خلاله فقط تخرج إلى المحيط الفلسطيني

 

الجدار الباطوني الفاصل مخطط لالتهام المزيد من الأرض:

في  21 من شهر آب 2017م أقرت  حكومة الاحتلال الاسرائيلي المتطرف  بناء جدار إسمنتي بطول 1.5كم، يقع تماماً وتحديداً بموازاة الطريق الرئيسي البيرة – الجلزون، حيث يبدأ من مدخل مقر ما تسمى الإدارة المدنية وحتى أطراف مخيم الجلزون، وبحسب وصف الاحتلال فان الهدف الرئيسي منه هو منع  إلقاء الحجارة باتجاه مستعمرة "بيت ايل" تحديداً من المناطق القريبة من التجمعات السكنية، و الحفاظ على امن المستعمرة، حيث تم تخصيص  ما يزيد 5.5 مليون شيقل لتنفيذ هذا المخططـ.

و في بداية شباط 2018م استكمل بناء هذا المقطع، حيث وبحسب إفادة الباحث القانوني اياد حداد لباحث مركز أبحاث الأراضي: " فان الجدار الإسمنتي قد عزل فعلياً ما يقارب 170 دونماً من أراض مدينة البيرة وقرية دورا القرع، بالإضافة الى منزل عائلة حامد،  حيث باتت تلك الأراضي فعلياً تقطع ما بين الجدار الباطوني العازل وبين السياج الذي يلتف حول مستعمرة "بيت ايل"،  علماً بأن تلك الأراضي هي أراض مملوكة لفلسطينيين، وهي مسجلة بالطابو بأسماء أصحابها الفلسطينيين الشرعيين.

   

 

الصور 4-6: الجدار العنصري الإسمنتي والذي أنشاه الاحتلال في محيط مستعمرة "بيت ايل" وعزل أراضي زراعية فلسطينية

 

وأضاف حداد القول:" من غير المستبعد ان يستغل الاحتلال الوضع القائم حالياً في تنفيذ مخطط توسعة نفوذ المستعمرة، حيث كما هو معهود يعتبر الاحتلال الجدار الباطوني أو السياج الفاصل هو حدود توسعة المستعمرة على حساب الأراضي الفلسطينية، عبر سن إخطارات عسكرية بوضع اليد تحت حجج أمنية واهية تجيز للاحتلال مستقبلاً الاستيلاء عليها وتقديمها هبة للمستعمرين ". وحول العقبات التي تحول دون فلاحة الارض المحاصرة ، أفاد جبر باجس رئيس المجلس القروي في قرية دورا القرع لباحث مركز أبحاث الأراضي بالقول:" نواجه في كل عام معضلة كبيرة في الوصول الى الأراضي الزراعية في محيط مستعمرة "بيت ايل"، حيث يمنع المزارعون من الوصول هناك الا في فترات محددة من العام وبعد الحصول على التنسيق المسبق من خلال سلطة الاحتلال.

وأكد رئيس المجلس القروي:" في بعض المناطق التي باتت الآن معزولة و التي تزيد عن 80دونما كانت سابقا تزرع بالقمح و المحاصيل الحقلية، و الآن و على ارض الواقع لا يسمح الاحتلال بشكل نهائي للمزارعين من الوصول إليها، بذريعة انها غير مشجرة أو مستغلة زراعياً، رغم انه هو يمنع استغلالها تمهيداً للاستيلاء عليها لصالح المستعمرين.

مستعمرة "بيت ايل" :

يذكر أن مستعمرة  بيت أيل أقيمت في العام 1979م, على أراضي تبلغ مساحتها 2400 دونم، صودرت من قرى بتين، دورا القرع. يوجد على الأراضي التي صادرتها عيون وينابيع طبيعية قديمة، وقد أدعى اليهود أن الله وعد نبيه إبراهيم بالإقامة فيها، ولهذا سميت بيت الله.

تبعد بيت أيل مسافة 20 دقيقة سفر بالسيارة عن مدينة القدس، ويعتقد المستعمرون  أن "بيت ايل" أقيمت على أنقاض مدينة يهودية قديمة تحمل نفس الاسم وكانت على الحدود بين مملكة إسرائيل ومملكة يهودا.

وقد أقيم  في موقع المستعمرة  مؤسسات تعليمية ومصانع ومرافق اجتماعية، وفي عام 1997م, تم توحيد مستعمرة  "بيت ايل" وأعلن عنهما كمجلس محلي واحد. وحتى شهر كانون أول من العام 2009م,  فقد بلغ  عدد المستعمرين فيها  6000 مستعمر.

 

اعداد:

 مركز أبحاث الاراضي – القدس

 

 

Categories: Segregation